محمد عجمي
وُبَرَزَ النهر يقارع العطش ..
فإنتصر بيُمناه على درب الساقية .. يحمي الدين .. ثم رجا بيسراه من الباري أن يأتي بحر النار للكفار ... و أسدل جمعهما على الشرب بالمواساة و الوفاء ..
كانت الأمور على ما يُرام .. لواء في السماء غبار و فارس بألف ..
يدنو منه الفرات فينشىء له مجرى يكاد يصل لسُكينة المنتظرة و عمتها و باقي النسوة عودة ساقي العطاشى و كافل الأيتام ..
قال : سيدي .. لا أهاب الموت يوم الملتقى ..
هذا و تراقب لامعتي مصباح الهدى المشهد عن بعد .. فيبدو الإستقرار في ساحة المعركة ..
إلى أن تبدَّل النداء .. : أخي أدركني .. فتبدل كل شيء و انطوى شراع سفينة النجاة ..
بين الأديمة الحاضنة لجسد عزيز في جهة و كفين في جهة أخرى و بين الرؤية الحمراء لشمس الحوراء .. كلام و كلام لا يسير نحو الغصة و الحسرة و اللوعة ..
قمر الآل الأطهار ..
صلب علي الكرار ..
يسافر و على ظهره قربة ظلت تقطر رجولة حتى تهاوت الخيمة و سقط عمودها على صراط الشهادة المعقوبة بالسبي العظيم ..