كتب الأستاذ حسن جابر:
"دأبت العادة وفي مطلع شهر محرّم الحرام لكل عام، أن يقوم شيعة أهل البيت(أعزّهم الله) بإحياء شعائر هذه المناسبة، وكلّ حسب تكليفه وقدرته، ومقدّراته، وكان يطال النقاش بعض الشعائر، وخاصّة التطبير بين من يؤيّد، ومن يعارض، واليوم توسّع النقاش حول العزاء ككل في ظلّ ظروف استثنائية صحّيا...الخ.
اليوم ومع اجتياح جائحة كورونا العالم وتزايد مخاطرها، برز موقفٌ حاسم وجازمٌ لمراجع المذهب(حفظهم الله تعالى)ما مضمونه، القيام بمجالس العزاء لسيّد الشهداء(ع)، مع مراعاة الظروف الصحية، والتباعد بين الحضور، والتعقيم...الخ.
مايعني، أن لا مانع أبدا من إقامة المجالس إذا راعت كل ماتفترضه الصحة العامة لمنع تعريض المؤمنين لأيّ خطر، بل مع مراعاة ذلك يجب عدم التّهاون وعدم التّردد في إقامة العزاء، والإستفادة من هذه الدورة الثقافية- الروحية، التي كانت على مرّ التاريخ مدرسة لاتضاهيها مدرسة في العطاء والبذل.
وهنا يبرز موقفان
- أولهما: مؤيّد لإقامة شعائر هذه المناسبة العظيمة، مع التّشدّد لإنجاحها، ومراعاة كلّ شروط نجاحها الصحية، حفاظا على استمراريتها جيلا بعد جيل، لنحيا بها، وليس كما يُشاع لنحييها، ويكون قد التزم رأي المراجع لجهة القيام بالشعائر مع القدرة على حمايتها بإجراءات صحية مطلوبة.
- ثانيهما، يرى أن لا قدرة على ضبط الازدحام والتدافع في المجالس الحسينية، ما يعرّض حكمًا المؤمنين لخطر الإصابة بالوباء(كورونا)، ومن هنا جاء موقفه معارضا لإقامتها، في ظلّ عدم القدرة على التحكّم بمآل ما يمكن أن تذهب اليه الأمور صحيا، بنتيجتها الصحية.
وهذا يكون قد التزم موقف المراجع العظام لجهة تكليفه الشرعي، وراح يتابع المناسبة عبر التلفاز، او الانترنت، او أيّة وسيلة تواصل متاحة له.
من هنا نرى، أنّ الموقفين مبرآ الذّمة، وعمل كل منهما مراعيا للشرع ، ويؤجَر على خطوته إن شاءالله.
فلا داعي - والحال هذه - بأنّ يقوم بمن لا يحيي المجالس باتّهام الذي يحيي العزاء بأسماء وأوصاف، ونسبته إلى جماعات، وتاليا اتّهامه بعدم المسؤولية والتهاون بصحة الناس، ونقوم بالإساءة إلية على الفايس بوك، والواتساب، و.و.الخ، مع علمنا بأنّنا مأثومون على هذا ، ونحن نسيء الى مؤمن، بل يجب علينا الدّعاء له بالتوفيق، ورعاية الله، ومنع أذيّته، عملا بمضمون الدعاء للمؤمن بظهر الغيب.
ولمن قام بالإحياء، آجرك الله وسدّد خطاك وأنت تعمل بتكليفك لجهة إحياء المناسبة بالظروف الصحية التّامة، بل قدر المستطاع، وقد قمتَ بعمل استثنائيّ رائع، ورائد، وعليك- والحال هذه- تجنّب المزايدة على من لم يحيي العزاء الا عبر وسأئط التواصل المختلفة،لكي لا يضيع أجرُك، فكلاكما مأجور إن شاءالله، فادعوا لبعضكم لكي يوفّق الله تعالى الجميع للإحياء، وبرفع الوباء وكلّ غمّة عن هذه الأمّة التي كانت خير أمّة أُخرِجت للناس، تلتزم تكليفَها بفتاوى وآراء المراجع(أمدّنا الله بطول بقائهم).
بكل محبّة، حسن جابر".