كتب محمد عجمي:
المجالس عن بُعد.. بين القبول والرفض!
"تشهد أيامنا إجتياح عنيف لوباء فتاك قاتل يدعى (كورونا) و الذي يحاصرنا في شتى الأماكن و يعيق حياتنا لا بل يُبَدِّل كل محطاتها و مجريات الأيام، حتى أقبل إلينا شهر الحزن و المصائب.ذكرى إنتصار الدم على السيف .. المناسبة التي ننتظرها كل عام كي نرفع صوت الحق و نجتمع على الخير و العطاء و نفيض بركاناً للوفاء و الولاء .. فنبايع سيد الشهداء و من كان معه من الصالحين الأنقياء الذين تلألأوا شهداء.
و عليه فقد جرت العادة أن تقام مجالس العزاء الحسيني في كل بقاع الأرض بالإضافة إلى مواكب المواساة أمام عظمة تلك الرزية فتنطلق مسيرات الصبر و التلبية على مد نظر الحوراء (ع) ... مع جوارف الدموع المعزية للزهراء (ع) و النداءات عزيزة أبية.
إلا أن صعوبة المخاطر فقد حتمت على السواد الأعظم من الحسينيين إلغاء التجمعات و الإحتكاكات العاشورائية و الإقتصار على الإعلام الحسيني في الشوارع بالإضافة إلى إقامة المجالس عن بعد.
فكان للكثير أن التزم بهذا القرار أما الباقي فقرر الإستمرار بإقامة المراسم كافة و لكن مع الإلتزام بالإجراءات الوقائية.
فما بين الإلتزام و عدمه أو ما بين المجالس عن بعد و المجالس المعتمدة للوقاية الصحية سجال علا صداه حتى بات موضع خلاف.
لذا نرجو من الحسينيين جميعاً أن يِراعوا آراء بعضهم البعض عبر مواضع الإحترام و التقدير.. فمن يحييها عن بعد كان له رأيه و ممارسته و أجره و ثوابه و من صمم على إحيائها بشروط فله أجره و ثوابه و لقراره نتائج عليه تحملها بمنتهى الأخلاق.
فإن لقتل الحسين حرارة في القلوب لن تبرد أبدا".