app

شهادة الأمنيات



قاسم العابدي

روي أن الحسين مشى لمصرع أسلم مولاه ووضع خدّه الشريف على خدِّهِ ففتح أسلم عينيه وتبّسم وقال من مثلي وابن رسول الله يضع خدّه على خدّي ثم كانت آخر لحظات حياته بين يدي الحسين (عليه السلام)....
القصيدة التي لم يكتبها أسلم مولى الحسين لنفسه:
تخطيّتَ طودَ الصّـمـتِ ماذا ستقرأُ *** تكلّمْ ففي عينيكَ جرحٌ  مخبأُ
لمستَ ومـيـضـاً كنتَ تدري بأنّهُ *** سيشطرُ قلباً فيكَ والبوحُ يرزأُ
لأنّـكَ أفْـقٌ بـاحـمـرارِ حـدودِهِ *** تُـسـطّـرُ يـومـاً لـلـمـروءاتِ يلجأُ
سقطتَ بتُرْبِ الموتِ في يومِ كربَلا ** وكانَ على كفّيكَ سيفٌ مُجَزَّأُ
وكنتَ بجمعِ الحقِّ في ساحةِ الوغَى *** تمنّيتَ موتاً فيهِ تعـلو وتَهنأُ
تمنّيتَ بعدَ الموتِ تأتي مُجدّداً *** وما كنتَ ممّن في العطايا تلكّؤُوا
ستستلُّ من قلبِ المنايا لُحيظةً  *** لتنظرَ ضوءاً ليسَ بالمـوتِ يُطفَأُ
تجاوزتَ عمرَ السّيفِ فاستنصرَ الرّدى لأنّكَ حتماً كالضّحايا تَلألؤُوا
فتحتَ عيوناً في دمـوعٍ تـوضّـأتْ *** وكـنـتَ يـقـيـنـاً فـي يـقينٍ تُنبَّأُ
فشاهدتَ كوناً ماثلاً فـوقَ هـيـكـلٍ *** تـحـجُّ لهُ الأوجاعُ والخدُّ مرفأُ
وكـانَ حـسـيـنُ الـعـزِّ يـهـفـو بـقلبهِ *** إلـيـكَ وفـي عـيـنَـيهِ فقدٌ مُعبَّأُ
يحطُّ عـلـى خـدَّيـكَ خـدّاً لـطـالـما *** عـلـيـهِ بشاراتِ النبوءاتِ تنشأُ
تبسّمتَ رغمَ الحزنِ يا أيها الفتَى *** كـأنّـكَ مـن كـفِّ الـملمّاتِ تهزأُ
غرستَ على أرضِ البطولاتِ موقفاً إليهِ سحابُ الوقتِ بالشّوقِ يَظمَأُ

Share this

Related Posts

Previous
Next Post »