أحمد الخيّال
معنى هو الليلٌ أنت الفجرُ ترسمُهُ * أغفى على سمرةِ الألوانِ تلهمُه
ما إنْ تيقّظ وجهُ الوحي مُلتـفتاً *** دنـى لـطـفِّكَ واللا مـاءُ يضرمُهُ
تسلّلَ الليلُ موبـوءاً بـمـحـنـتـهِ *** وتاركـاً نـجـمَـهُ لـلـضوءِ يحكمُهُ
فيا سراطَ معـانـي اللهِ، أيقظها *** في كـربـلائِكَ ظـامٍ سـاقـيـاً فـمُـهُ
نسجْتَ كهفَكَ أو غاراً نلوذُ به *** رعباً، حـمـاماتُهُ البيضاءُ تُطعمُهُ
أتـعـبـتَ زحفَ قلوبٍ ليس يتعبها *** إلاّ الوصولُ إلى مثواكَ تلثُمُهُ
أنت الحسـيـنُ و(لاءُ) اللهِ أنزلها *** وخـارجُ النحوِ نفيٌ ليس نفهمُهُ
أعدتَ تأسيسَ هذا الكونِ من وجعٍ * فصرْتَ قبلةَ معنى اللهِ ..نحلمُهُ
وصرتَ أنتَ ملاذَ الليلِ يحملنا * بيـن الذراعينِ صرْنا الآن نرسمُهُ
فكيف ينطقُ ضادُ الماءِ فصْـحَتَهُ *** ولم يزلْ ظامئاً إنْ جاءَ ملهمُهُ
وقفتَ في عالمِ الأمثالِ ممتطياً *** شمسَ الحقيقةِ والأكوانُ مرسمُهُ
يا أنتَ، يا وردةَ الإيمانِ، شانؤُها ** مـا شمّها أبداً لو فاض موسمُهُ